إدراج الحوثيين على القائمة السوداء الأمريكية يسلط الضوء على علاقاتهم بواشنطن

Image

الخبر: لا يزال إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 10 يناير (كانون الثاني) عن نية واشنطن إدراج المتمردين الحوثيين اليمنيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية يثير ردود الفعل على وسائل الإعلام اليمنية التقليدية والجديدة. ومن المقرر أن تدخل القائمة السوداء حيز التنفيذ قبل يوم واحد من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.

التغطية: تعطي وكالة أنباء سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون أهمية للانتقادات الموجهة إلى القرار الأمريكي، ليس فقط من قبل الحلفاء الرئيسيين المدعومين من إيران مثل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ولكن أيضًا من الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، سلطت وكالة سابا الضوء على تصريحات المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الذي أعرب عن قلقه من التأثير السياسي لهذا التصنيف الإرهابي على محادثات السلام، وكذلك من التأثير الإنساني على الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في الشمال. وستجعل الخطوة الأمريكية إيصال المساعدات إلى شمال اليمن صعبًا للغاية.

وغرّد  محمد علي الحوثي، وهوعضو بارز في المجلس السياسي الأعلى الذي يسيطر عليه الحوثيون، التصنيف الإرهابي بأنه محاولة "للفت أنظار العالم" عن الجدل الدائر حول "ديمقراطيتهم [الأمريكية] الهشة". وأشار الحوثي بذلك إلى آثار اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول هيل في واشنطن الأسبوع الماضي. وقام المسؤول الحوثي البارز بمشاركة هاشتاغ يعزو فيه صنع "الإرهاب بالعالم"إلى الولايات المتحدة.

وسلطت وكالة الأنباء التي تحمل نفس الإسم (سبأ) ولكنها موالية للحكومة اليمنية الضوء على ردود الفعل الداعمة لإعلان الولايات المتحدة، وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي، مع التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها المتمردون الحوثيون للتأكيد على الأسس الأخلاقية المزعومة للتصنيف الإرهابي.

السياق / التحليل: توفر تعليقات الحوثيين على التصنيف الإرهابي فرصة للتفكير في علاقاتهم مع الولايات المتحدة. وتكشف التغطية الإعلامية الحوثية عن سعيهم للحصول على الشرعية من الهيئات الدولية، مقارنة مع "حكومة الشرعية" اليمنية التي تتمتع بالفعل باعتراف الأمم المتحدة على أنها الحكومة اليمنية الرسمية.

والجدير بالذكر أن محمد علي الحوثي أبدى في الماضي عبر موقع تويتر عن تفاؤله المحجوب بشأن إدارة جو بايدن. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) بدا أن الحوثي أمل أن يقوم المرشح الرئاسي آنذاك بوضع شرط لدعم واشنطن العسكري للمملكة العربية السعودية على أساس سجل حقوق الإنسان في اليمن، ما يثير تساؤلاً حول ما إذا كان الحوثيون سيخففون من حدة موقفهم المناهض للولايات المتحدة في عهد بايدن.

ومع ذلك، لا يزال الخط الرسمي للحوثيين معاديًا لواشنطن في الوقت الحالي، وقد تجلى ذلك مؤخرًا من خلال الطريقة التي شعر بها المتمردون اليمنيون والفصائل الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة بالشماتة بشأن الأحداث في الكابيتول هيل كدليل على عدم الاستقرار الداخلي في الولايات المتحدة.

وبالفعل، صرح محمد علي الحوثي أنه يرى في جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي فرعها اليمني "الإصلاح"، المستفيد الرئيسي من انتصار بايدن. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي سلط الحوثي الضوء على تويتر على "عمق الصداقة" المزعومة بين الإخوان والديمقراطيين الأمريكيين. وعلى الرغم من علاقته المتقلبة مع الرياض فإن حزب التجمع اليمني للإصلاح ممثل في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمدعومة من السعودية. وهذا من شأنه أن يخفف من التوقعات بشأن حدوث تحول في العلاقات بين الحوثيين والولايات المتحدة في عهد بايدن.

المستقبل: على الرغم من سجل الحوثيين الحقوقي السيء، من المتوقع أن يشير الحوثيون ووسائل الإعلام التابعة لهم - التي تركز بالفعل على الخسائر البشرية الفادحة للتدخل العسكري السعودي في اليمن - إلى المعاناة التي قد يسببها تصنيفهم كإرهابيين من قبل الولايات المتحدة في الأشهر القادمة. ومن المرجح أن يستمر صدى مثل هذه المخاوف من قبل الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. وقد يضاف ذلك إلى الضغط الدولي القائم بالفعل على إدارة بايدن القادمة لعكس قرار إدارة ترامب بإدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية.

آخر التعليقات

إضافة تعليق